إخوان لنا لهم مشاعر وأحاسيس مثلنا يتمنون كما نتمنى ويشتهون كما نشتهي ....
هــــؤلاء ....
خطوبهم متجددة ....
مشاعرهم مجروحة ....
أجوائهم قاتمة ....
والله .... لا يستطيع قلم كقلمي أن يصف عمق جروح أجسادهم ، وشدّة آلام قلوبهم ، وآهات أهليهم وذويهِم ....
تالله .... لا يستطيع قلم كقلمي أن يوضح همومٌ أحاطت بهم ، ونوازل أجهدت أبدانهم وأرواحهم ....
آه .... ثم آه من ملمات يتجرعونها كما نتجرع الطعام والشراب الهنيء !
آه .... ثم آه من ظلمةٍ أطلقوا كلابهم ينهشون من لحوم أهل المِلّةِ والدين !
آه .... ثم آه من ظالمةٍ بغي جنّدت روحها بمعالم رديئة من أجل أن تفتن رجل العفة والحياء !
آه .... ثم آه من ملابس ثقيلةٍ يرتدونها ، وطعام لا يشتهون أكله !
يزداد حزني وربي عندما أسمع بأخبارهم ، فكيف لو كانت معاناتهم وتعذيبهم على مرأى مباشر للبشر ....
وازداد ألمي عندما لم يتوجعوا ويتأوهوا إلا من أجل ما فعله القساة بكتاب الله سبحانه وتعالى ....
وازدادت آهاتي عندما طال ليلهم ، واشتد عذابهم ، واستمر المكر بهم ، وغفل أهل الرأي عنهم ....
لي فيك يا ليل آهات أرددها
أوّاه .... أوّاه لو أجدت المحزون أواه
عندما كتبت هذا البيت ...
... حاولت أن أكتم آهاتي ...
... وأن ألـجـم أحـزاني ...
... وأن أخفِّف آلامــي ...
لمــــــــــــــاذا ؟!
لأن آهاتي .... برمَّتِها لا تكفي ... بل قد لا تنفع ... بل لا تؤدي إلى نتائج سوى الشعور بهمومهم ....
عند ذلك ...
تذكرت دعوات الرسول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري ومسلم – حينما كان يرفع رأسه من الركوع ويقول: سمع الله لمن حمده ، يدعو لرجال فيسميهم بأسمائهم فيقول:"اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المسلمين .
فأيقنت بأن نصيب الدعاء لإخواني المأسورين مني قليل ....
لكن بعد هذا الإعتراف مني ....
سوف أدعوا لهم .... سوف أتوسل على الله بكل عمل من أجلهم .... سوف أطلق سهام الليل حين ينزل ربي سبحانه وتعالى آخر الليل ....
اللهم فك أسر المأسورين من المسلمين في كل مكان ....
اللهم فك أسرهم في كوبا ... و أفغانستان ...
اللهم فك أسرهم في كشمير و الشيشان ...
اللهم فك أسرهم في أمريكا وفي باكستان ...
اللهم فك أسرهم في بيت المقدس وفي العراق وفي كل مكان ...
اللهم من عاداهم فعاده .... ومن آذاهم فآذه ... ومن ناصرهم فانصره ...
اللهم احفظ عليهم دينهم ... وأعراضهم ... وأنفسهم ...
اللهم إنهم ضعفاء فقوهم ... ومظلومين فانصرهم ... ومبتلين فثبتهم ...
اللهم احفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم ، وعن أيمانهم وعن شمائلهم ، ومن فوقهم ومن تحتهم ونعوذ بعظمتك أن يغتالوا من تحتهم ...
اللهم إنهم عبادك ... خرجوا في سبيلك وابتغاء مرضاتك ...اللهم فمنَّ عليهم برحماتك ، وأنزل عليهم السكينة ... وثبتهم يا رب العالمين ...
اللهم آنس وحشتهم ... وأزل كربتهم ... وخفف مصابهم ... واشف مريضهم ...واجبر كسيرهم ...
اللهم قد قل لهم الناصر.. وليس لهم إلا أنت مولى ونصيراً ...اللهم فانصرهم بنصرك المؤزر المبين ...عاجلاً غير آجل يا سميع ياعليم.
االلهم يامن أخرج يونس من بطن الحوت ... أخرجهم من الأسر سالمين آمنين غانمين ...
اللهم أعدهم إلى أهلهم وأبنائهم وأصحابهم عاجلاً غير آجلا ... غير خزايا ولامفتونين ...
اللهم صبر أهلهم وذويهم ومحبيهم ... وألهمهم الثبات من لدنك يارب العالمين ...
اللهم إن لهم أمهات باكيات حزينات، وأباءً يعانون الوجد والألم ، وأبناء لايرقأ لهم دمع على فراق أبائهم ...
اللهم اجمعهم بأهليهم وأصحابهم عاجلاً غير آجلا ...
اللهم ارحمهم بواسع رحمتك ... واشملهم بعظيم لطفك ... يامجيب الدعاء ...
اللهم إليك نشكو ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت أرحم الراحمين، وأنت رب المستضعفين، وأنت ربنا، إلى من تكلهم؟ إلى عدو بعيد يتجهمهم، أم إلى صديق قريب ملكته أمرهم؟ إن لم يكن بك غضب عليهم فلا نبالي إلا أن عافيتك أوسع لهم، نعوذ بنور وجهك الذي أشرقت لـه الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بهم غضبك أو يحل بهم سخطك، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك ...
اللهم هذا الدعاء ومنك الإجابة ... وهذا الجهد وعليك التكلان ...
وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين