| موضوع: اخلاق اهل القرآن الإثنين يوليو 25, 2011 10:29 am | |
| أخلاقُ أهـل القرآن
قال الله تعالى : " إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا "
سئلت أم المؤمنين السيدة عائشة الصديقة بنت الصديق ـ رضي الله عنها وعن أبيها ـ عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : ( كان خلقه القرآن ) .
قـال بشر بن الحارث : سمعت عيسى بن يونس ( ت 187 هـ ) يقول : إذا ختـمَ العبدُ القرآن قبّـل الملَك بين عينيـه ، فينبغي له أن يـجعلَ القرآن ربيعـاً لقلبه ، يَعْمُـرُ ماخرِبَ من قلبِـهِ ، يتـأدبُ بـآدابِ القرآن ، ويتخلّـقُ بأخلاقٍ شريفةٍ يتميّـز بـها عن سائرِ النّاس ممن لايقرأون القرآن . فـأول ماينبغـي له أن يستعملَ تقوى الله في السّـرّ والعلانية :
باستعمال الورع في مطعمـه ومشربه ومكسبـه ، وأن يكونَ بصيـراً بزمانه وفساد أهلـه ، فهو يـحذرهـم على دينـه ؛
و يكون مقبلاً على شـأنه ، مهموماً بـإصلاح مافسد من أمره ، حافظـاً للسانـه ، مميِّـزاً لكلامه ؛ إن تـكلّم تكـلّم بعـلم إذا رأى الكلامَ صواباً ،
وإن سكت سكت بعلـم إذا كان السكوت صـواباً ، قليـلَ الـخوض فيمـا لايعنيـه ، يـخاف من لسانه أشدّ ممـا يـخاف من عدوّه ،
يـحبس لسانـه كـحبسه لعدوّه ، ليـأمن شـرّه وسوءَ عاقبتِـه ؛
قليلَ الضّـحك فيما يضـحك منه النّـاس لسـوء عاقبـة الضّـحك ،
إن سُـرَّ بشـيءٍ مما يوافقُ الـحقَّ تبسَّـم ،
يـكره الـمزاح خوفـاً من اللعب ،
فـإن مـزح قال حقـاً ،
باسطَ الـوجه ، طيّـب الكلام ،
لايـمدحُ نفسه بـما فيه ،
فكيف بـما ليس فيـه ،
يـحذر من نفسه أن تـغلبـه
على ما تهوى مما يُسـخط مولاه ،
ولايغتـابُ أحداً ولايحقر أحداً ،
ولايشمـت بـمصيبة ، ولايبغي على أحـد ،
ولايـحسده ، ولايسـيءُ الظـنّ بـأحدٍ إلا بـمن يستحق ؛
وأن يكون حافظـاً لـجميع جوارحـه
عمّـا نُهـي عنه ،
يـجتهد ليسـلمَ النّـاسُ من لسانه ويده ،
لايظلم وإن ظُلـم عفـا ،
لايبغي على أحد ، وإن بُغـي عليه صبـر ،
يكظم غيظـه ليرضـي ربّـه ،
ويغيظَ عدوّه .
وأن يكون متواضعاً في نفسه ،
إذا قيـل له الـحق قَبِـِله من صغيـرٍ أو كبير ،
يطلب الرفعـة من الله تعالى لامن الـمخلوقين .
وينبغي أن لايتـأكلَ بـالقرآن ولايـحبّ
أن تُقضى له به الـحوائج ،
ولايسعى بـه إلى أبناء الـملوك ،
ولايـجالس الأغنياء ليكرموه ،
إن وُسِّـع عليـه وسَّـع ،
وإن أمسِـك عليه أمسَك .
وأن يُـلزم نفسه بِـرَّ والديه ،
فيخفضُ لهما جناحـه ،
ويخفصُ لصوتهما صوتـه ،
ويبذل لهما ماله ،
ويشكر لهما عند الكبـر .
وأن يـصلَ الرحم ويكره القطيعـة ،
مَن قطعه لـم يقطعـه ،
ومن عصى الله فيه أطاع الله فيه ،
مَن صحِبـه نفعـه ،
وأن يكون حسن الـمجالسة لمن جالس ،
إن علّـم غيره رفق بـه ،
لايعنّف من أخطأ ولايـخجله ،
وهو رفيقٌ في أموره ،
صبورٌ على تعليـم الخير ،
يـأنس بـه المتعلـم ، ويفرح به المـجالس ، مـجالسته تفيد خيـراً .
عن عبد الله بن عمـر – رضي الله عنهما - : " كنّا صدرَ هذه الأمّـة ،
وكان الرجـل من خيـار أصـحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
مامعـه إلا السّـورة من القرآن أو شبـه ذلك ؛
وكان القرآن ثقيـلاً عليهم ،
ورُزقوا العمـل بـه .
وإنّ آخـر هذه الأمّـة يُخفّف
عليهم القرآن حتّى يقـرأ الصّبـيّ والأعجمـيّ ، فلايعملون بـه " .
وعـن مجاهد – رضي الله عنه _
في قـوله تعـالى " يتلونـه حـقّ تلاوتـه " : " يعملون بـه حـقَّ عملـه " .
وعن عبد الله بن مسعود –
رضي الله عنه - :
" ينبغـي لـحامل القرآن أن يُعرف بليلـه إذا النـاسُ نـائمون ، وبنـهاره إذا النـاسُ مُفطرون ، وبـورعه إذا النـاس يـخلطون ، وبتواضعـه إذا النـاسُ يـختالون ، وبـحزنه إذا النـاسُ يفرحون ، وببكائـه إذا النـاسُ يضحكون ، وبصـمته إذا النـاسُ يـخوضون " .
وعن الفضيل بن عيـاض – رحمه الله تعالى - : " حـامل القران حـامل رايةِ الإسلام ..
لايينبغي لـه أن يلغـو مع مـن يـلغو ،
ولايسهـو مع مـن يسهـو ،
ولايلهـو مع مَن يلهـو "
جعلنا الله تعالى ممن يتأدب بآداب القران، ويتخلق بأخلاقه . | |
|